الثيران الثلاثة

يحكى أنه عاش في إحدى الغابات أسد وثلاث ثيران أبيض وأحمر وأسود وكان بين الجميع ألفة وود, وفي أحد الأيام اشتهى الأسد لحم الثيران وأخذ يفكر في طريقة لأكل أحد الثيران دون أن يجتمع عليه ثوران فتكون بذلك نهايته ففكر وفكر ثم اجتمع مع الأحمر والأسود وقال لهما: إني لأخاف عليكما من الصيادين أن يدخلوا الغابة وينتبهوا إلى وجودكما بسبب صاحبكما الثور الأبيض فلونه ملفت ولن يستصعب الصيادون رؤيته وإني أخاف عليكما من الأذى فأذنوا لي بأكله ففي ذلك خير لكما ونجاة من شر الصيادين.أطرق الثوران الأحمر والأسود ثم قالا فقد تعهدت بحمايتنا إذاً؟ فقال نعم أنتما خاصتي وتحت حمايتي, فقالا له لك ما تشاء. فوثب على الثور الأبيض فأكله.مرت الأيام وعادت إلى الأسد شهوة أكل لحم الثيران ثانية فأخذ يفكر بطريقة يأكل بها أحدهما..فاجتمع مع الثور الأحمر وقال له: إنني ضقت ذرعاً بصاحبك الثور الأسود واستئثاره بالغابة كأنها ملك له وأنت مثلي أحمر اللون إلى قلبي أقرب ومحبتي إليك أوجب أما هو فلونه أسود غريب لا يشبهني ولا يشبهك فأذن لي فأقتله وأريحك منه وتكون الغابة بيني وبينك قسمة عادلة لا يشاركنا فيها أحد وتكون أنت صديقي الأثير وتكون حمايتك واجبي ومطلبي!أطرق الثور الأحمر ثم قال له فما يضمن لي أمناً من غدرك؟ فقال له هي كلمتي أنا ملك غالب لا أتراجع عن كلمة ولا أتخلى عن صديق! فقال الثور الأحمر لك ما شئت. فوثب الأسد على الثور الأسود فأكله و الثور الأحمر يتفرج! ومرت الأيام واشتهى الأسد لحم الثيران ثالثة فقام إلى الثور الأحمر يريد أكله فأبصره الثور الأحمر قادماً من بعيد فعرف أن نهايته أزفت فصعد إلى تلة وقال مخاطباً الأسد: ألم نتفق ووعدتني بحمايتك وساعدتك على أكل الثور الأبيض ومن بعده الأسود؟ فكشر الأسد عن أنيابه وقال: يا أحمق أما الاتفاق فيكون بين القوي والقوي ولا يكون بين قوي وضعيف وإنني قوي وإنك لضعيف وقد حانت ساعتك و إني آكلك! فقال الثور الأحمر: أما أنت فقوي و أما أنا فلأني منفرد ضعيف وإنك لتأكلني اليوم و لكني إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
منقول